صدر من أحد أفراد أحزاب المعارضة الليبية كلام تعجبت منه ، هذا الكلام تخوفت من أن يحدث فى أى دولة عربية مرة أخرى ، حتى أفزعنى كلام هذا الرجل بدون ذكر اسمه أو ذكر اسم الحزب الذى يتبعه .
لقد قال هذا الرجل - والذى أحسبه لا يقصد إلا الخير - أنه يطالب بتدخل عسكرى من الدول الأجنبية ومن الأمم المتحدة ، وأنه كان ينتظر تدخل عسكرى من الدول العربية ، ولما لم تتدخل الدول العربية لتنقذ الشعب الليبى من الظالم القذافى ، يطالب تدخل عسكرى من الدول الغربية .
أولا سأتكلم عن الشق الثانى من كلامه ، وهو عدم تدخل الدول العربية إلى الآن ، يا رجل الدول العربية منها من هو مازال فى مخاض ثورته ، لم يقف على قدمه ، مازال يقف فى وجه من يريدوا ركب موجة الثورة من الأفاقين ، أو من يريد أن يتولى السلطة وهو على شاكلة من سبقه ، مازالوا يثورون تجاه الكثير من بقايا فساد النظام الفائت ، فلا تعتقد أنهم بمجرد خلع رئيسهم الظالم أنهم قد انتهوا من ثورتهم ، ألا ترى ما يحدث فى تونس ومصر وأنهم ما زالوا يراقبون الوضع حتى ينهوا على أى شكل من أشكال النظام ، وهناك دولا أخرى تقوم بثورتهم الآن مثل دولتك واليمن ، فأى بلد تقصد أن تتدخل الآن عسكريا ، وأى بلد تتدخلت أثناء الثورات العربية السابقة ، نحن لا نريد أن نتهرب من مساندتكم ولا نبحث عن مبرر لذلك ، وإنما انظر الى الواقع ثم تكلم .
ثانيا الشق الأول من كلام ذلك الرجل ، وهو طلبه تدخل من الدول الأجنبية والأمم المتحدة ، وكأنك موجود فى عصر غير عصرنا أو لا تحس بما يحدث فى الأوضاع العربية بسبب التدخل الأجنبى ، ماذا حدث فى العراق ، وماذا يحدث فى أفغانستان ، أليس ذلك كله بسبب التدخل الأجنبى ، أتريد تدخل من التحالف الشيطانى .
أنتم من أفضل البلاد المنتجة لأنقى أنواع البترول ، أى أنه بمجرد دخول البلاد الأجنبية بلدك كما طلبت فإنها لن تخرج منها ، إلا كما نقول فى مصر بالطبل البلدى ، سترى حجج وذرائع لعدم خروج تلك البلاد من ليبيا أقواها - كما أعتقد - أنه مازال هناك بقايا للنظام القذافى فى البلاد ووجود الإرهاب وغيرها حسب الوضع الليبى ، ولن تخرج البلاد الأجنبية من بلدك ناهيك عن أن الدولة الأمريكية ستأتى بحاكم عليكم سيكون له الولاء الكامل لها ، كما حدث فى العراق وأفغانستان .
وعلى المستوى الشخصى ، فإن التدخل الأمريكى فى ليبيا هو من أفضل الفرص لديها لمجاملة اسرائيل لأنها ستبنى قاعدة كبرى فى ليبيا تهدد بها مصر ، وستصبح اسرائيل شرق مصر وأمريكا غرب مصر فى ليبيا وأيضا جنوب مصر فى دارفور ، وهو بالنسبة لى كابوس أخاف من أن يتحقق .
أخى لك الحق أن تحلم بتحرر ليبيا ، ولكن لكل حلم حتى تصل إليه أن تتعب وأن تضحى ، كما حدث فى مصر . تشير بعض الإحصائيات أن عدد المقتولين فى مصر بسبب الثورة قد تعدى الثمانمائة قتيل ، وقد ضحت مصر باقتصادها من أجل الثورة أيضا ، أنا لا أبرر قتل الكثير منكم من أجل الحرية ، ولكن الصبر والتضحية ، ولا تطالب بشئ لا تعرف عقباه يا أخى ، إنما يمكن أن تطالب ببعض العقوبات على النظام القذافى بدون تدخل عسكرى ، كالحظر الجوى مثلا ، أو عقوبات اقتصادية أو أو .... إنما أن يتكرر المشهد العراقى مرة أخرى فأنا لا أرضاه لأخى الليبى
واعلم أن لكل ظالم نهاية ، وقد قربت نهاية القذافى وسترى فى الغد القريب جدا ما سيحدث له جراء ما فعله بالشعب الليبى ،والله معكم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق