السبت، 26 مارس 2011

مشكلة الزحام المرورى فى مصر

   مشكلة زحام الطرق فى مصر مشكلة كبيرة  ، فالطرق مليئة بالسيارات بطريقة غير عادية ، وبرغم وجود كبارى وطرق واسعة كثيرة إلا رغما عن هذا فإن الزحام شديد .

     ولكن هل كثرة السيارات سبب كل هذا الزحام ، بالطبع كثرة السيارات سبب فى ذلك ،  ولكن هل الحل هو حرمان الكثير من سياراتهم حتى نتخلص من الزحام ..... ليس ذلك هو الحل بالتأكيد .

      فالسيارات مع كثرتها هذا ليس هو السبب الوحيد فى هذا الزحام - بل أقول - أنه ليس السبب الرئيسى فى زحام الطرق بهذه الفظاعة ، سمعت حلولا مقنعة من بعض الناس ذوى الرأى ، منها على سبيل المثال ، أنه يجب تنويع أوقات العمل ، بمعنى أن العاملين فى قطاع التدريس مثلا يكون وقت عملهم من الساعة السابعة وانتهاء عملهم الساعة الثانية ظهرا ، ثم قطاع التجاريين الحكوميين مثلا ، يكون وقت ابتداء عملهم الساعة الثامنة ، ونهاية يومهم العملى الساعة الثالثة عصرا ... وهكذا فكل قطاع حكومى يكون له وقت عمل ابتداءا وانتهاءا مختلف عن قطاع أخر ، وبهذا يقل الضغط الزحامى على الطرق ....

     نرجع إلى أسباب الزحام  ، من وجهة نظرى ، فالسبب الرئيسى هو سوء تنظيم الطرق ، بجانب كثرة ساكنى القاهرة الكبرى وأن معظم المصالح المدنية لكثير من الناس هى فى القاهرة ، فقد سمعت أن القاهرة يدخلها يوميا مليوني فرد من باقى المحافظات لتقضية مصالحهم ، إذن فأقول أن هناك سببين رئيسين لزحام الطرق بهذه الفظاعة ، هو سوء تنظيم الطرق ، والمركزية الحكومية .

أولا سوء تنظيم الطرق :
     وذلك يخضع أولا : لمهندسى الطرق والذى كان يضرب بحلول أصحاب الأفكار الرائعة - لحل مشلكة الزحام - عرض الحائط ، وثانيا : شرطة المرور التى من المفترض أن عملها الأول هو تنظيم سير المرور ، ولكن كان هم الكثير منهم وشغلهم الشاغل هو جمع المال من السائقين المخالفين ثم التغاضى عن مخالفات سائقى السيارات الذين دفعوا أتاوات لهم .

     لقد قدم إلى مصر ذات مرة - حسب شائعات - خبراء طرق من اليابان ، لحل مشكلة الزحام ، ولكن بعد فترة عجزوا عن حل هذه المشكلة واعتذروا ، وسواء كان ذلك صحيحا أم شائعة كاذبة ، فإن من يستطيع حل مثل هذه المشكلة هم خبراء الطرق المصريين أنفسهم ، فهم أعلم بحال بلدهم .

     وفى هذه الأيام فالزحام فى أماكن كثيرة بطريقة تصيبك بالضيق ، ولا أعلم ما السبب ، فلا يقل أحد أن السبب هو عودة المدارس وكثرة الطلبة ، فالزحام فى أكثر ساعات اليوم ، حتى والطلبة داخل المدارس أو حتى قد رجعت بيوتها ، وكأن هذا الزحام مقصودا وكأنه بفعل فاعل - هذا فى اعتقادى -  ولكن من يستطيع فعل ذلك وكيف ، فلا أعلم .

ثانيا المركزية الحكومية :
      بالنسبة لكثرة ساكنى القاهرة الكبرى وزيادة عدد زائرى محافظة القاهرة فذلك كله بسبب المركزية وسوء التنظيم الإدارى ، ونظر كثير من قاطنى المحافظات الأخرى على أن القاهرة هى أفضل حالا من بلدهم القاطنين فيها , وأن هناك المال الوفير والحياة المريحة ، وذلك كله يرجع إلى الحكومة المخلوعة والتى لم تكن تهتم بالمحافظات الأخرى - ولكن ما لا يعلمه أولئك الحالمين بالعيش فى القاهرة أن الحكومة لم تكن تهتم بالقاهرة نفسها - فزاد ذلك من مشكلة الزحام بالقاهرة .

     ولكن أرى إن شاء الله أن مصر ستصبح أفضل حالا من الأمس بعد الثورة ، وأنه سيتولى الأمور من يصلح ويراعى مصالح البلاد والعباد ، ومن هو أهل بالمكان الذى تولى مسئوليته ، فتنظيم الطرق سيصبح فعلا تنظيما ، والشرطة سينضبط حالها بعد ما حدث لها أثناء الأيام الأولى  من الثورة والذى تلقوا فيه درسا لن تنساه الداخلية أبدا .

     وما علينا هو ألا نسكت عند رؤيتنا لفساد قد ظهر ، أو عند تقصير من أحد المسئولين حتى تصبح مصر فعلا هى أم الدنيا .

اللهم أجعل مصر بلد أمن وأمان ، ثراءا رخاءا واجعلها قائدة الأمم وانزع عنها الفتن والوباء والبلاء يا رب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق