الجمعة، 18 مارس 2011

الطمع نهايته الهلاك

     كما يقال أن القناعة كنز لا يفنى ، فأقول أن الطمع هو هلاك للإنسان ، مهما طالت الفترة التى تمتع فيها الإنسان بطمعه ، وأقرب مثال على ذلك هو ماحدث لإباطرة الطمع فى مصر الذى انتهى بهم الحال إلى الحبس أو تجميد أرصدتهم .

     إذا أراد إنسان ما أن يقتل كلب ماذا يفعل ، يضع له قطعة لحم جيدة ويسممها ، فيطمع الكلب فى أكل اللحم الجيد المسمم - والذى لا يعلم أنه مسمم - فيموت ، وإذا أردت أن تقتل فأرا قد دخل بيتك ولا تستطيع إخراجه ، ماذا تفعل ؟ تضع له قطعة جبن فيها سم ، فيطمع فى قطعة الجبن فيأكلها فيموت .

     سمعت منذ عدة سنوات أن هناك مثلا إنجليزيا يقول إذا أردت أن تقسم إنسانا ما ، فاعطه من المال الكثير ومما يحب وأكثر عليه من المال حتى يصبح شرها لأخذ الكثير من المال ، وفجأة خذ منه كل شئ ، فالانجليز - على حد علمى - عندما يريدون أن يعذبوا إنسان يولونه سلطة أو منصب ما وينعمون عليه بالكثير من المال ، حتى إذا شعر بلذة المنصب والمال أخذوا منه المنصب والمال كله مرة واحدة فيحس بعذاب كبير تجاه ذلك الفقد ، لأنهم يقولون إذا كان فقيرا , وأخذت منه مالا فلن يتعذب بقدر إذا ما أعطيته الكثير من المال ثم أخذته منه .

     وما الذى أدى بالإنسان إلى عذاب نفسه - فى المثال السابق - إنه طمعه ، فالنصاب مثلا عندما يغرى بفريسته ، فإنه يطمعه أولا فيما يحب ، وفى الغالب الأعم أنه يطمعه فى المال نفسه ، ثم يأخذ النصاب منه ما أراد من البداية ، وأنت إذا أردت أن تنتقم من إنسان ما طمعه فى البداية حتى يؤدى به طمعه إلى الهلاك ، ولكن إياك والانتقام بدون حق فنهايته أشد لأنه يعتبر ظلم ، وعاقبة الظلم ينالها الظالم فى الدنيا قبل الأخرة .

     فالطمع دائما ما يؤدى إلى هلاك النفس الطماعة ، وزى ما بنقول فى مصر : الطمع يقل ما جمع .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق