1- الوصف باللون الأصفر :
اللون الأصفر عند وصفه على بعض الأشياء يعتبر شيئا خبيثا أو سيئا أو غير صادق .
فمثلا نقول على الضحكة الغير صادقة ضحكة صفرة ، ونقول على الحاسد ده عينه صفرة ، ونقول على الأسنان الغير نظيفة سنان صفرة ، وأحيانا نقول على المرأة النمامة ذات النوايا السيئة التى لا تريد الخير للناس ست صفرة ، وعلى بعض الأشخاص عندما كان يريد أن يهم بعمل ولم يتم أكيد نيتك كانت صفرة ، ومن ضمن ما نقول أيضا الجرايد الصفرة .
2- الجرائد الصفراء :
الجرائد الصفراء - من وجهة نظرى - هى ليست جرائد المعارضة ، فهناك اختلاف كبير بينهم ، فجرائد المعارضة هى الجرائد التى لا تحابى ولاتداهن النظام فى أى بلد كانت ، بل هى تتكلم بكل صدق عن المساوئ وما ترتكبه الحكومة من أخطاء فى حق الشعب أو الوطن .
أما الجرائد الصفراء فهى الجرائد التى ليس لها هم سوى الشهرة والمال ، ولإنها لا تستطيع أن تصل إلى قوة الجرائد المنافسة لها فهى تتلفق الأخبار الكاذبة مهما كان سيؤدى ذلك من أضرار على المجتمع ، وهى تبحث عن المواضيع التى تحس أن قطاع كبير من الناس يريدون القراءة عنها - مثل الأخبار المتعلقة بالجنس – فتألف خبرا من وحى خيالها ، ثم تأتى بصورة خليعة وتضعها فى الخبر ، ثم لا تلبث شهورا حتى تعيد نفس الخبر مرة أخرى ولكن ربما هذه المرة بصورة أخرى مختلفة .
كما أن الجرائد الصفراء لا تأنف عن الأكاذيب تجاه الشخصيات المشهورة والتى قد تتمتع بصدق بين الناس ومحبوبة بين الناس ، فتكتب أكذوبة عن شخصية من تلك الشخصيات ، فلا يلبث ذلك المكتوب عنه الخبر أن يرفع دعوى ضد الكاتب والجريدة ، وما هى إلا شهور حتى يتضح كذب صاحب الخبر ، ولكن القراء مازالوا يقرءون لتلك الجرائد التى يتمتعون بأكاذيبها ، برغم معرفة الكثير منهم بكذبها .
3- أضرار تلك الجرائد الصفراء :
أضرارها كثيرة سواء على المجتمع أو على الشخص ، ولكن سنحاول أن نحصر القليل منها :
فمثلا على مستوى الشخص فإنها تصيبه بأضرار أدبية تصيبه فى كرامته وشرفه وربما أحيانا فى عرضه فيحس بعدم الأمان ، وبالاتهام فى عيون من يقابلهم ، وينقلب حب الناس له إلى بغض قد يؤدى به إلى مرض الاكتئاب ، كما أن لها أضرارا على شخص المحرر نفسه ، بسبب تلك الدعاوى الجنائية والمدنية التى يرفعها عليه من كتب عليه الخبر ، وينشغل بتلك القضية المرفوعة ضده ولربما سجن ودفع تعويض عن ذلك .
بالنسبة للمجتمع فإن المجتمع عندما يقرأ أخبارا كاذبة مثل التى تنشرها الجرائد الصفراء فإنه يحس بأن لا أمان فى بلده وأن بلده كلها غير سوية ويأتى فى نفسه أن الأمانة والصدق والمروءة قد ذهبت من قلوب الناس ، وبالنسبة للأخبار الجنسية فإن المراهقين – ولا أقصد به السن هنا بل أقصد صفة المراهقة مهما كان سن القارئ – يستشعر كذبا أنه فى مجتمع منحل فيقول ولم لا أفعل مثلهم ويتعلم من تلك الأخبار كيف يوقع بفريسة وقد يشك البعض فيمن حوله حتى لقد يشك فى جيرانه وأقاربه ، وتصير الفاحشة هى الأمر الطبيعى والعفة شئ استثنائى لذلك حرمت الشريعة الإسلامية فضح الأمور طالما أن الستر أولى ، وحرضت على ستر الخلق ، وتوعدت من يحب أن تشيع الفاحشة بين الناس .
وهناك الكثير ممن سرق أو ارتشى لقرائته أو سماعه أن فلانا يسرق أو يرتشى أو أو ، فيقول : ما كل الناس كده جت عليا أنا يعنى .
4- ماذا علينا فعله :
ما علينا فعله هو عدم قراءة مثل تلك الأخبار ، وبالأحرى ألا نشتريها ، ونفهم الناس كيف أن مثل تلك الجرائد لا تنشر الحقيقة وليس همها سوى المال ولربما شيوع الفاحشة بين الناس ، وعلى تلك الجرائد أن تغير سياستها وعلى العاملين فيها التوقف عن نشر تلك الأخبار الكاذبة الصفراء أو ترك الجريدة إن لم يستطيع تغيير شئ ، وعلى المسئولين أن يردعوا تلك الجرائد بالتحذير تارة وبتوقيع جزاءات تارة وبغلق الجريدة نهائيا إذا لم تستجب .
هذا ما أردت قوله فقد أوجعتنى تلك الجرائد جدا ، ويؤلمنى تصديق الناس لها و انتشار الحديث بينهم عن تلك الأخبار حتى أصبحت بينهم حقيقة وأثرت فيهم كما بينت .
أرجو منك وضع تعليق عن الموضوع مهما كان التعليق ، وإذا أردت إضافة شئ اكتبه فى التعليق ، ومنكم نتعلم .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق